سوريا الموحدة: النصر الأول ضد الهيمنة الإيرانية والصهيونية وبوابة النهضة العربية والإسلامية
سوريا الموحدة: النصر الأول ضد الهيمنة الإيرانية والصهيونية وبوابة النهضة العربية والإسلامية
بقلم د حسين موسى اليمني كاتب وباحث في العلاقات الدولية الاقتصادية.
لطالما كانت سوريا قلب العروبة النابض ومفتاح التوازن في المنطقة، وها هي اليوم تتجه نحو الوحدة، لتشكل أول انتصار حقيقي ضد مشاريع التفتيت والتقسيم التي تسعى إليها قوى الهيمنة العالمية، وعلى رأسها الصهيونية وإيران. إن وحدة سوريا ليست مجرد شأن داخلي، بل هي منعطف استراتيجي سيعيد رسم ملامح المنطقة برمتها، لتكون منطلقًا لإعادة بناء التضامن العربي والتكامل الإسلامي.
أول نصر ضد الهيمنة الإيرانية والصهيونية
لعبت إيران دورًا كبيرًا في تأجيج الصراعات الطائفية في سوريا، مستخدمة أدواتها المتمثلة في الميليشيات الطائفية لنشر نفوذها، في حين استغل الاحتلال الاسرائيلي الوضع لصالحه، وقام بتغذية الصراعات و شن ضربات متكررة واستثمر في إضعاف سوريا لما لها من دور فعال في المنطقة .
إن توحيد سوريا تحت قيادة وطنية مستقلة يشكل صفعة مزدوجة لهاتين القوتين؛ فهو يقضي على النفوذ الإيراني الذي استغل الفوضى لترسيخ وجوده، كما يحرم الصهيونية من بيئة فوضوية تمكنها من فرض أجنداتها الأمنية والاستراتيجية.
سوريا الموحدة: مفتاح التوافق العربي
عانت الدول العربية من التشرذم بسبب التدخلات الخارجية، لكن سوريا الموحدة يمكن أن تكون بداية مرحلة جديدة من التفاهم العربي. فبعودة سوريا إلى استقرارها وسيادتها الكاملة، ستكون قادرة على لعب دور ريادي في إعادة بناء منظومة العمل العربي المشترك، سواء من خلال التحالفات الثنائية والإقليمية ، او التحالفات الدولية للوصول لأعلى درجات التكامل وخاصة بينها وبين العالم الإسلامي
إن تعزيز الوحدة السورية سيمثل نموذجًا ناجحًا يعزز ثقة الشعوب العربية في إمكانية تجاوز الخلافات والعودة إلى مشروع عربي متكامل، قادر على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي فرضتها التدخلات الخارجية والصهيو أمريكية
نحو وحدة عربية شاملة
إن استعادة سوريا لوحدتها تعني إعادة إحياء فكرة الوحدة العربية، التي تراجعت بسبب الخلافات السياسية والصراعات الداخلية. فسوريا لم تكن يومًا دولة هامشية في المشروع القومي، بل كانت دائمًا جزءًا أساسيًا من أي مشروع نهضوي عربي، سواء في العصور الحديثة أو في التاريخ القديم. إن تعافيها من الحرب وعودتها إلى الاستقرار سيمثل دفعة كبيرة لمشاريع التكامل الاقتصادي والأمني العربي، ومن ثم الإسلامي لتعيد أمجاد الماضي وتبني الحاضر و المستقبل
والوحدة السورية ستكون نموذجًا يُحتذى به، وقد تشجع دولًا عربية أخرى على تجاوز انقساماتها السياسية الداخلية والسعي إلى مشاريع وحدوية أكثر جرأة. فكما كانت وحدة مصر-والشام نموذجًا أوليًا، وبداية التحرر من الإحتلال الصليبي فإن وحدة سوريا اليوم يمكن أن تكون شرارة جديدة في طريق لم الشمل العربي والإسلامي ، والتقارب التركي السوري هو أيضا بادرة خير وخارطة طريق جديدة بإذن الله .
ومن هنا نرى أن التكامل الإسلامي والعربي: حلم قابل للتحقيق
إلى جانب البعد العربي، فإن وحدة سوريا ستفتح الباب أمام تكامل إسلامي أشمل، خاصة أن موقعها الجغرافي والاستراتيجي يجعلها جسرًا بين العالم العربي وتركيا وإيران وباكستان. إن وجود سوريا موحدة ومستقرة سيسهم في تحقيق نوع من التوازن الإقليمي، ويعيد توجيه الجهود نحو قضايا أكثر أهمية، مثل التنمية الاقتصادية، والتعاون الأمني، ومواجهة المخاطر المشتركة التي تهدد العالم الإسلامي.
إن قوة العالم الإسلامي لا يمكن أن تتحقق في ظل انقسام دوله واستنزافها في صراعات داخلية، ولذلك فإن استعادة وحدة سوريا ستكون أول خطوة عملية نحو إعادة صياغة علاقات جديدة بين الدول الإسلامية، على أساس المصالح المشتركة، بدلًا من الصراعات الطائفية والتدخلات الخارجية.
وفي الختام نقول
إن توحيد سوريا هو انتصار استراتيجي ليس فقط للسوريين، بل لكل العرب والمسلمين. فهو يعني إفشال مخططات التقسيم والتدخل الأجنبي، ويعيد الأمل في مشروع الوحدة العربية والإسلامية. لقد أثبتت الأحداث أن الدول المتماسكة والقوية هي التي تفرض احترامها على العالم، وسوريا الموحدة ستكون قوة إقليمية صاعدة، قادرة على المساهمة في بناء مستقبل عربي وإسلامي أكثر تكاملًا واستقرارًا.
وبعد توحيد سوريا واستعادة سيادتها الكاملة، ستكون الخطوة التالية هي إنهاء أي نفوذ صهيوني في الجنوب السوري، وتجفيف منابع تدخله، وإضعاف وجوده تدريجيًا. فمع استعادة سوريا لقوتها، ستتقلص المساحات التي يتحرك فيها العدو، وستتلاشى فرصه في فرض أجنداته. وحينها، لن يكون أمامه سوى التراجع والضعف، حتى يحين أمر الله بنصرٍ محتوم، يُعيد التوازن ويكتب فصلًا جديدًا من العزة والكرامة للأمة الإسلامية لننتقل بعد ذلك من الدولة الموحدة الى الأمة الأسلامية الواحدة .
[ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ] الانبياء 92
والله من وراء القصد وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
تعليقات
إرسال تعليق