يا أهلنا في فلسطين المحتلة اسمعوا وعوا !!
يا أَهْلَنا في فِلَسْطينَ المُحْتَلَّةِ، ما زالَتْ كَلِمَةُ الإِحْتِلالِ تُكْمِلُ اسْمَ بَلَدِنا. إِنَّ الإِحْتِلالَ رَغْمَ قُوَّتِهِ وَجَبَرُوتِهِ، وَإِمْعانِهِ في الظُّلْمِ وَالإِجْرامِ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ تَكَبَّدَ خَسائِرَ فادِحَةً وَكَبِيرَةً فِي جِنينَ، وَما زالَتْ جِنينُ عَصِيَّةً عَلَيْهِ، تُثْبِتُ لِلْعالَمِ أَنَّ الشُّعُوبَ الحُرَّةَ تَحْتَفِظُ بِكَرَامَتِها وَإِبائِها رَغْمَ كُلِّ أَنْواعِ الْقَهْرِ وَالإِرْهابِ. كَيْفَ لا وَكُلُّنا يَذْكُرُ أَيَّامَ انْتِفاضَةِ الأَقْصى الثّانِيَةِ، حِينَما كانَتْ جِنينُ شَوْكَةً فِي حَلْقِ الإِحْتِلالِ، وَما زالَتْ إِلى يَوْمِنا هذا تُجَسِّدُ الرُّوحَ النِّضالِيَّةَ الَّتِي لا تَنْكَسِرُ.
إِنَّ الإِحْتِلالَ، بَعْدَ أَنْ فَشِلَ فِي تَحْطِيمِ صُمُودِ أَهْلِ جِنينَ وَإِرادَتِهِمْ، لَجَأَ إِلى نَصْبِ الفِخاخِ وَصُنعِ الْمُؤامَراتِ لِاسْتِنْزافِ الدَّمِ الْفِلَسْطينِيِّ، لَعَلَّهُ يُضْعِفُ عَزِيمَةَ الشَّعْبِ وَيَقْتُلُ أَمَلَ الْمُقاوَمَةِ فِي نُفُوسِهِمْ. وَلَكِنَّ الإِحْتِلالَ يَجْهَلُ أَنَّ نَفْسَ الشَّعْبِ الْفِلَسْطينِيِّ أَعْمَقُ وَأَقْوَى مِمَّا يُصَوِّرُهُ إِجْرامُهُ.
يا أَبْناءَ شَعْبِنا الباسِلِ، عَلَيْنا أَنْ نَكُونَ أَكْثَرَ وَعْيًا بِمَكائِدِ الإِحْتِلالِ، وَأَنْ نُدْرِكَ أَنَّ وَحْدَتَنا هِيَ الرَّدُّ الأَقْوَى عَلَى كُلِّ مَحاوَلاتِهِ لِتَفْريقِ صُفُوفِنا. فَإِنْ كانَ الإِحْتِلالُ يَسْعى لِتَفْرِيقِنا، فَلْنَسْعَ نَحْنُ لِتَقْوِيَةِ صِلاتِنا وَتَعْزيزِ وَحْدَتِنا. إِنَّ صُمُودَنا فِي وَجْهِ الظُّلْمِ لَيْسَ خِيارًا، بَلْ واجِبًا وَفَرِيضَةً تُلْزِمُنا بِأَنْ نَحْمِلَ الرّايَةَ الَّتِي رَفَعَها شُهَداؤُنا بِدِمائِهِمُ الزَّكِيَّةِ، وَنَتَطَلَّعَ إِلَى غَدٍ مُشْرِقٍ تُشْرِقُ فِيهِ شَمْسُ الْحُرِّيَّةِ عَلَى كُلِّ فِلَسْطينَ الْحَبِيبَةِ.
وَغَيْرُ ذَلِكَ فَإِنَّكُمْ تَنْجَرُّونَ وَراءَ مَكائِدِ الإِحْتِلالِ، وَالَّتِي هِيَ واضِحَةٌ وُضُوحَ الشَّمْسِ لِلصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ. إِنَّ الإِحْتِلالَ يَسْعى جاهِدًا إِلَى زَرْعِ الْفِتَنِ بَيْنَنا، لِيُفَرِّقَ صُفُوفَنا وَيُضْعِفَ وَحْدَتَنا، وَلَكِنَّنا نَعْلَمُ أَنَّ وَعْيَ شَعْبِنا وَثَباتَهُ سَيَظَلُّ الْحِصْنَ الْمَنيعَ فِي وَجْهِ تِلْكَ الْمُؤامَراتِ الدَّنِيئَةِ.
يا أَهْلَنا فِي فِلَسْطينَ، إِنَّ الإِحْتِلالَ لَنْ يَتَوَقَّفَ عَنْ مَحاوَلاتِهِ لِإِخْمادِ صَوْتِ الْمُقاوَمَةِ وَإِذْلالِ شَعْبِنا، وَلَكِنْ عَلَيْنا أَنْ نَكُونَ أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ تِلْكَ التَّحَدِّياتِ، وَأَنْ نَظَلَّ صَامِدِينَ، مُتَحَدِّينَ لإفسادِ كُلَّ مُحاوَلاتِهِ لِتَشْوِيهِ نِضالِنا الْمَشْرُوعِ.
واعْلَموا أَنَّ صُمودَ جِنينَ شَرَفٌ لَنا، يَجِبُ عَلَيْنا أَنْ لا نَكُونَ مِعْوَلًا لِلْإِحْتِلالِ نُحَطِّمُ آمالَنا بِأَيْدِينا. أَلا تَتَذَكَّرونَ كَيْفَ يَطْلُبُ الإِحْتِلالُ مِنْ أَصْحابِ البُيوتِ هَدْمَ مَنازِلِهِمْ بِأَيْدِيهِمْ؟ وَهُوَ الآن يُريدنا أَنْ نَقْتُلَ الحُرِّيَّةَ بِأَيْدِينا.
دَعوا جِنينَ تُسَجِّلُ البُطولاتِ، وَلا تَقفوا في وُجه الأَحْرارِ.
إِلى كُلِّ أَبْناءِ أَجْهِزَةِ الأَمْنِ، نَقولُ: اِتَّقُوا اللَّهَ فِي شَعْبِكُمْ، وَتَذَكَّرُوا أَنَّ الحسابَ قادِم، وَمَا يَبْقَى هُوَ الدِّينُ وَالأَعْمالُ الصَّالِحَةُ.، فَإِنَّكُمْ سَتَأْتونَ رَبَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ فُرادَى، وَلَنْ يُدافِعَ عَنْكُمْ أَسْيادُكُمْ، بَلْ سَوْفَ يَتَبَرَّأُونَ مِنْكُمْ.
يَقولُ اللَّهُ تَعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا العَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبابُ}. [البقرة: 166]
إِنَّ التَّاريخَ يَحْفَظُ كُلَّ كَلِمَةٍ وَكُلَّ فِعْلٍ، وَلَنْ يَغْفِرَ لِمَنْ يَخُونُ أَرْضَهُ وَشَعْبَهُ.
وتذكروا كلمة القائد الفلسطيني الشهيد صلاح خلف [ابو اياد] "من يطلب منّا تسليم السلاح يطلب منّا أن نتخلى عن كرامتنا وحقنا في العودة."
"كان أبو إياد معروفًا بمواقفه الرافضة لتفريط المقاومة الفلسطينية في السلاح، حيث أُعتُبِرَ رَمْزًا لِلنِّضَالِ الفِلَسْطِينِيِّ وَوَسِيلَةً أَسَاسِيَّةً لِاسْتِعَادَةِ
الْحُقُوقُ الْوَطَنِيَّةُ الْمُغْتَصَبَةُ.
لَا تُفَرِّطُوا فِي دِمَاءِ الشُّهَدَاءِ، وَلَا تَتَنَازَلُوا عَنْ مَبَادِئِ الشُّرَفَاءِ."
يا أَبْناءَ فِلسْطينَ، عَلَيْنا أَنْ نَكُونَ أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ التَّحَدِّياتِ، وَأَنْ نُواجِهَ الإِحْتِلالَ وَمَكائِدَهُ بِوَحْدَتِنا وَصُمُودِنا. لِنَكُنْ أَبْناءَ الحُرِّيَّةِ، نُدافِعُ عَنْ أَرْضِنا وَكَرَامَتِنا. إِنَّ فِلَسْطينَ تَسْتَحِقُّ أَنْ تَكونَ حُرَّةً مُسْتَقِلَّةً، وَهَذا يَتَطَلَّبُ مَزيدًا مِنَ الصَّبْرِ وَالتَّضْحِياتِ.
إِنَّ وَحْدَتَنا هِيَ السِّلاحُ الأَقْوَى، وَصُمُودَنا هُوَ الْحِصْنُ الَّذِي لا يُقْهَرُ، وَإِنَّ الْمُقاوَمَةَ هِيَ نَبْضُ الْحَياةِ الَّتِي لا تَمُوتُ. فَلْنَكُنْ جَميعًا صَفًّا واحِدًا فِي وَجْهِ الْعَدُوِّ، نَحْمِلُ أَمانَةَ الشُّهَداءِ، وَنَتَطَلَّعُ إِلَى غَدٍ مُشْرِقٍ تُشْرِقُ فِيهِ شَمْسُ الْحُرِّيَّةِ عَلَى كُلِّ فِلَسْطينَ الْحَبِيبَةِ.
إِنَّنا نُطالِبُ "السُّلْطَةَ" أَنْ تُراجِعَ حِساباتِها، وَأَنْ تَكُفَّ عَنْ كُلِّ أَنْواعِ التَّنْسِيقِ مَعَ الإِحْتِلالِ، وَأَنْ تَعُودَ إِلَى خَنْدَقِ الشَّعْبِ الَّذِي هُوَ صَاحِبُ القَضِيَّةِ، فَإِنَّ التَّارِيخَ سَيَحْكُمُ عَلَى كُلِّ مَنْ يُخْذِلُ شَعْبَهُ بِالْعارِ وَالْخِيانَةِ.
يا أَبْناءَ فِلَسْطينَ، عَلَيْنا أَنْ نَسْتَعِدَّ لِمُوَاجَهَةِ الْمُسْتَقْبَلِ بِكُلِّ ثِقَةٍ وَعَزِيمَةٍ. لِنَكُنْ أَبْناءَ الأَمَلِ وَالنِّضالِ، وَنُثْبِتُ لِلْعالَمِ أَنَّنا شَعْبٌ لا يُقْهَرُ، وَأَنَّ فِلَسْطينَ تَسْتَحِقُّ أَنْ تَكُونَ حُرَّةً مُسْتَقِلَّةً، وَأَنَّنا عَلَى قَدْرِ الْمَسْؤُولِيَّةِ لِحِمايَةِ أَرْضِنا وَدِماءِ شُهَدائِنا.
إِنَّنا عَلَى مَوْعِدٍ مَعَ النَّصْرِ، وَإِنْ طَالَتِ الطَّرِيقُ، فَإِنَّ أَرْضَ فِلَسْطينَ الطَّاهِرَةَ سَتَكْتُبُ نِهايَةَ الظُّلْمِ، وَسَيُشْرِقُ صَباحُ الْحُرِّيَّةِ. فَاصْبِرُوا وَثابِرُوا، فَإِنَّ النَّصْرَ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَالْحُرِّيَّةَ لِلْمُناضِلِينَ.
نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُحْفَظَ دِماءَ أَبْنائِنا، وَأَنْ يُثَبِّتَ أَقْدامَ أَبْطالِنا الْمُرابِطينَ، وَأَنْ يُلْهِمَنا الصَّوابَ فِي صُنْعِ الْقَراراتِ الَّتِي تَخْدُمُ قَضِيَّتَنا وَتَحْمِي مَصالِحنا ،
"وَرَحِمَ اللَّهُ شُهَدَاءَنَا فِي غَزَّةَ العِزَّةِ وَنَسْأَلُ اللَّهَ لَهُمْ الفَرَجَ القَرِيبَ العَاجِلَ غَيْرَ أَجَلٍ."
وَاللَّهُ مِنْ وَراءِ الْقَصْدِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
تعليقات
إرسال تعليق