مقترح ترامب الإرهابي لن يتحقق ولو في الأحلام

 مقترح ترامب الإرهابي لن يتحقق ولو في الأحلام

بقلم د حسين موسى اليمني 
كاتب وباحث في العلاقات الدولية الاقتصادية 
إن حقيقة الإرهاب وسبب زعزعة الأمن في الشرق الأوسط هو السرطان الأمريكي الصهيوني.

على الرغم من أن بعض الدوائر السياسية تحاول تلميع مقترحات مثيرة للجدل، فإن "مقترح ترامب" الذي يدعو إلى تهجير أهالي غزة لا يعدو كونه تجربة عقيمة ستواجه العديد من العراقيل والمصاعب التي تضمن فشله التام، ولو كان ذلك في حدود الأحلام فقط.

فكما سقطت المقترحات السابقة التي طُرحت في سبعينيات القرن الماضي، سيسقط هذا المقترح أيضًا، فهو مشروع قديم جديد لن يرى النور بإذن الله. علمًا أن المقترح في السبعينيات كان في ظل سقوط عربي كلي، أما الآن فكل من على هذه الأرض سيناضل ضد هذا الاقتراح الذي يقوم على التطهير العرقي.

دوافع مقترح ترامب: لعبة سياسية أم نوايا حقيقية؟

يمكن تفسير هذا المقترح بطريقتين:

1. إما أن ترامب يعلم عدم جدوى مثل هذه الفكرة في التطبيق، لكنه استخدمها لرش الرماد في عيون الصهاينة المجرمين لإقناعهم بوقف إطلاق النار.


2. أو أنه جاد في طرح هذا المقترح، وإن كان كذلك، فسوف يفشل تمامًا كما فشل مقترح تفريغ سكان غزة في السبعينيات وصفقة القرن عام 2020.

أسباب فشل مقترح تهجير أهالي غزة

1. تناقض المقترح مع المبادئ الدينية والدولية والإنسانية

فكرة تهجير سكان منطقة لها جذور تاريخية وثقافية عميقة تتعارض مع مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تكفل حقوق الشعوب في البقاء على أراضيها. إذ يُعد تهجير السكان انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية والاتفاقيات الدولية التي تحظر التغيير القسري للوضع القائم.

ورغم أن الثقة بالقانون الدولي والأمم المتحدة أصبحت في أدنى مستوياتها، فإن هذا يعني ارتفاع الأصوات المطالبة بتغيير هذا النظام الظالم، الذي لم يأتِ إلا بالدمار والخراب على هذه الأرض.

2. رفض عالمي واسع وارتفاع قوة المقاومة

لن يمر مقترح تهجير أهالي غزة دون معارضة شديدة من العالم الحر والإسلامي. أما الأنظمة العربية، فلا ثقة بها، فقد كانت سببًا في تمجيد الظالم وتعاليه على أرضنا. ولكن يكفينا موقف اليمن المشرف ومحور المقاومة، إذ يعتبرون هذا الإجراء اعتداءً صارخًا على القضية الفلسطينية.

سيتشكل تحالف قوي ضد هذا المقترح، مما يعزز قدرة المقاومة الفلسطينية والإقليمية على التصدي لأي محاولات لتغيير الوضع بالقوة.

سيتم دعم المقاومة علنًا من بعض الدول، وسرًا من جهات أخرى، مما سيؤدي إلى زيادة الضغط على الاحتلال.

كما نجحت أفغانستان في إرهاق المحتل الأمريكي ليترك معداته العسكرية ويرحل، فإن المقاومة في الشرق الأوسط لن تهدأ، وستصبح المصالح الأمريكية في المنطقة عرضة للاستهداف.


3. انهيار مشروع التطبيع وتآكل العملية السلمية

لا يزال هناك بعض الدول والجماعات التي تثق في "السلام الكاذب" الذي لا يقوم إلا على إرضاء الاحتلال. ولكن هذا المقترح سيؤدي إلى:

فقدان آخر ذرة من المصداقية في "السلام الكاذب"، مما سيُضعف المفاوضات ويكشف حقيقتها أمام الجميع.

تعزيز المقاومة، إذ إن أي محاولات لفرض الحلول بالقوة ستقابل بمزيد من التصعيد، مما سيؤدي إلى زيادة قوة التكتلات المقاومة في المنطقة.

فضح السياسات الأمريكية، حيث سيتأكد الجميع من أن الولايات المتحدة ليست وسيطًا نزيهًا بل شريك رئيسي في الاحتلال الصهيوني.


4. تعزيز المقاومة وفتح باب المواجهة الشاملة

من إيجابيات هذا المقترح أنه سيؤدي إلى موجة جديدة من المقاومة والتكتلات المناهضة للمشروع الصهيوني. إذ سيتم استغلال الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني لتعزيز الدعم العسكري والسياسي لحركات المقاومة.

لن تحقق إسرائيل أي مكاسب استراتيجية، بل على العكس، ستؤدي هذه الخطوة إلى زيادة عزلة الاحتلال سياسيًا ودبلوماسيًا.

الاحتلال إلى زوال، فالتاريخ يُثبت أن من يحتل الأرض بالقوة لا يمكنه أن يحافظ عليها إلى الأبد، مهما بلغت قوته العسكرية.

التاريخ يكرر نفسه: الاحتلال زائل لا محالة

إن هذه الحقائق تجعل من مقترح التهجير مجرد فكرة عقيمة لا جدوى منها، وسيظل في نطاق الأحلام مهما حاول من ينادي به.

لنتذكر "صفقة القرن" التي ذهبت أدراج الرياح رغم كل الدعم الأمريكي والإسرائيلي لها.

ما لم يحققه الاحتلال في الحرب، لن يحققه الآن بالمقترحات السياسية الفاشلة.

حتى لو تم تهجير بعض سكان غزة، فإنهم سيعودون أقوى، كما عاد المسلمون إلى مكة فاتحين بعد هجرتهم منها.

ولو قرأ ترامب التاريخ جيدًا، لعلم أن تحرير فلسطين لم يكن يومًا على أيدي سكانها فقط، بل على يد المسلمين الأحرار الغيورين على أرضهم وعرضهم. لذا، مهما حاول الاحتلال فلن يتمكن من كسر إرادة الشعوب، ولن ينهي قاعدة أن الاحتلال إلى زوال.

الخاتمة

إن مقترح تهجير سكان غزة، مهما كانت دوافعه السياسية أو الأمنية، يحمل عواقب كارثية على كافة المستويات. فهو لن يحقق إلا تفاقم الأزمة، وتعزيز المقاومة، وزيادة العداء للاحتلال الصهيوني وحلفائه.

الحل الوحيد ليس في السياسات الاستعمارية الأحادية، بل في إزالة الاحتلال وعودة الحقوق إلى أصحابها.

فكما سقطت صفقة القرن، سيسقط هذا المقترح الفاشل.

أما المقاومة، فقد أصبحت أقوى من أي وقت مضى، وما لم يستطع الاحتلال فرضه بالسلاح، فلن يفرضه بالسياسة.
وعلى الوطن العربي والإسلامي أن يستعد للمواجهة المباشرة ، والتخطيط لمستقبل دفاعي ومقاوم .

والله من وراء القصد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

O Muslime Herrscher, erhebt euch gegen den Kolonialismus und die kriminellen Zionisten

Сионистское интеллектуальное вторжение и его влияние на осознание нации

سوريا الموحدة: النصر الأول ضد الهيمنة الإيرانية والصهيونية وبوابة النهضة العربية والإسلامية